باب بدء الوحي من صحيح البخاري
النية سبب صلاح العمل أو فساده
...............................................................................
وهكذا فالعادات التي يفعلها الإنسان بحكم العادة ما تجزي عن العبادات إلا بالنية، ومع ذلك فإن النية سبب في الثواب سبب في صلاح العمل وفي الثواب عليه، ذكر النووي اسم> في باب النية جملة من الأحاديث، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد اسم> رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك ذكر الحديث الذي فيه: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وكذلك أيضًا ذكر النية في الأعمال النية التي تفسد الأعمال مثل حديث: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ومثل الحديث أو قصة رجل من الصحابة لما غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم احتاج إلى رجل يخدمه، فاستأجر خادماً أعرابيا وقال له: اذهب معي لتخدمني؛ إصلاح طعام، أو حمل على بعير، أو سقي البعير، أو إصلاح الفراش أو نحوه، وأعطيك مثلًا من الغنيمة إذا غنمنا، فقال ذلك الرجل: أنا لا أدري هل تغنمون أم لا، ولكن افرض لي شيئا. فقال: لك ثلاثة دنانير، فلما غنموا استشار النبي صلى الله عليه وسلم: هل أعطيه من الغنيمة من سهمي أو من سهم غيري؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
... تنقلب عبادات واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر أن على الإنسان صدقة قال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
وهكذا أيضًا إذا نوى بالأكل عملًا صالحًا يثيبه الله، إذا نوى بأكله أن يتقوى على عبادة الله له أجر على هذا الأكل، إذا نوى بنومه بالنهار أن يتقوي على قيام الليل فله أجر على هذا النوم، مع أنه مما تستدعيه النفس، وهكذا لا شك أن هذا دليل على أن الله سبحانه وتعالى يثيب الإنسان ثوابًا كبيرًا على حسب نيته، ويقول بعض العلماء: كم من عمل صالح أفسدته النية، وكم من عمل فاسد أصلحته النية.
مثال العمل الصالح إذا نوى بعمله مدح الناس فإن عمله فاسد، فلو نوى بصدقته أن يمدحوه ويقولوا: هذا جواد سخي كريم كثير الصدقة، ما يريد الأجر في الآخرة، فمثل هذا لا أجر له على هذه الصدقات والنفقات ونحوها.
لذلك قال بعضهم: إن من بنى مسجدًا وكتب عليه اسمه يريد أن يذكروه وأن يمدحوه فإنه يخشى عليه أنه أبطل عمله، وكذلك من طبع كتابًا وذكر أنه من طبع فلان بن فلان يريد بذلك أن يشتهر وأن يمدحه الناس فإنه يخاف أنه قد أبطل عمله، إلا إذا قصد بذلك نية صادقة أن يدعو له من قرأ فيه، أو أن يعرفوه ويطلبوا منه مثل ذلك أو ما أشبه ذلك، فالأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.
وتعرفون أيضًا الحديث الذي في الصحيح قصة الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار: رجل قاتل في سبيل الله حتى قتل، فقال الله: ماذا عملت؟ قال: قاتلت فيك حتى قتلت. فقال الله: كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء أو شجاع ، والثاني يقال آتاه الله مالاً فيقول: ماذا عملت فيه؟ يقول: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه. فيقول الله: كذبت ولكنك فعلت ذلك ليقال جواد، نيتك أن يمدحوك، وأن ينتشر ذكرك، فليس لك أجر على ما تصدقت به إلا ما حصلت عليه من ثناء الناس عليك في الدنيا، وكذلك القارئ أو العالم الذي قصد أن يقول الناس عالم أو قارئ، فيبطل بذلك عمله، فذلك كله يستدعي أن المسلم يقصد بعمله وجه الله تعالى ويقصد الأجر الأخروي، ولا يقصد مصلحة دنيوية، ولا يقصد سمعة ولا رياء بعمله، وبذلك يثيبه الله على ما في قلبه.
مسألة>